کد مطلب:168225 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:155

مقتل سعید بن عبدالله الحنفی اثناء صلاة الامام
ذكر الطبری وتابعه علی ذلك ابن الاثیر أنّ سعید بن عبداللّه (رض) قُتل بعد الصلاة، حیث یقول:(ثمَّ اقتتلوا بعد الظهرفاشتدّ قتالهم، وَوُصِلَ إلی الحسین، فاستقدم الحنفیُّ أمامه،فاستُهدِف لهم یرمونه بالنبل یمیناً وشمالاً قائماً بین یدیه، فما زال یُرمی حتّی سقط!). [1] .

لكنّ المؤرّخین الاخرین رووا أنّ سعید بن عبداللّه (رض) قُتل أثناء صلاة الامام (ع)، فقد روی الخوارزمی فی المقتل یقول: (فقال الحسین لزهیر بن القین وسعید بن عبداللّه:تقدَّما أمامی. فتقدّما أمامه فی نحوٍ من نصف أصحابه حتّی صلّی بهم صلاة الخوف. وروی أنَّ سعید بن عبداللّه تقدّم أمام الحسین(ع)، فاستهدف له یرمونه بالنبل، فما أخذ الحسین (ع) یمیناً وشمالاً إلاّ قام بین یدیه!


فما زال یُرمی حتی سقط إلی الارضوه و یقول: أللّهمَّ العنهم لعن عادٍ وثمود، أللّهمّ أبلغ نبیّك عنّی السلام، وأبلغه مالقیتُ من ألم الجراح، فإنّی أردت بذلك نصرة نبیّك، ثمّ مات، فوجد به ثلاثة عشر سهماً سوی ما به من ضرب السیوف وطعن الرماح!)، [2] ثمّ التفت إلی الحسین (ع) فقال:أوفیت یا ابن رسول اللّه؟ فقال (ع): نعم، أنت أمامی فی الجنّة! ثمّ فاضت نفسه النفیسة. [3] .

وینبغی التذكیر هنا بأنّ السلام علی سعید بن عبداللّه الحنفی (رض) الوارد فی زیارة الناحیة المقدّسة كاشف عن مكانة سامیة خاصة له عند أهل البیت (ع)، فقد ورد السلام علیه فیها هكذا:

(السلام علی سعد [4] بن عبداللّه الحنفیّ،القائل للحسین وقد أذن له فی الانصراف: لاواللّه لانخلّیك حتّی یعلم اللّه أنّا قد حفظنا غیبة رسول اللّه (ص) فیك، واللّه لو أعلم أنّی أُقتل ثمّ أُحیا ثمّ أُحرق ثمّ أُذری ویُفعل ذلك بی سبعین مرَّة ما فارقتك حتّی ألقی حِمامی دونك! وكیف أفعل ذلك وإنّما هی موتة أو قتلة واحدة!؟ ثمّ هی بعدها الكرامة التی لاانقضاء لها أبداً!!

فقد لقیتَ حِمامك، وواسیت إمامك، ولقیت من اللّه الكرامة فی دار المقامة، حشرنا اللّه معكم فی المستشهدین، ورزقنا مرافقتكم فی أعلی علّییّن!). [5] .



[1] تأريخ الطبري: 328:3 و الكامل في التاريخ:292:3، و يستفاد هذا المعني أيضاً ممّا ذكره ابن نما (ره) في مثير الأحزان: 66 حيث يقول: «ولمّا وصل القتال إليه عليه السلام تقدّم أمامه رجل من بني حنيفة يقيه بنفسه حتّي سقط بين يدي الحسين عليه السلام، فقال الحنفيّ: اللهم لايعجزك شيء تريده، فأبلغ محمّداً صلي الله و عليه و آله نصرتي و دفعي عن الحسين و أرزقني مرافقته في دارالخلود». وانظر: إبصار العين: 217- 218 ففيه أيضاً أنّ ذلك كان «لمّا صلي الحسين الظهر صلاة الخوف، ثمّ اقتلوا بعد الظهر فاشتدّ القتال، ولمّا قرب الأعداء من الحسين و هو قائم بمكانه استقدم سعيد الحنفي أمام الحسين فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً و شمالاً، وهو قائم بين يدي الحسين يقيه السهام طوراً بوجهه، و طوراً بصدره، و طوراً بيديه، و طوراً بجنبيه، فلم يكد يصل الي الحسين عليه السلام شيء من ذلك حتّي سقط الحنفيّ إلي الأرض...».

[2] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 2: 20-21 وانظر:اللهوف: 165، وتسلية المجالس: 291:1، والبحار: 21:45 ونفس المهموم: 275.

[3] ابصار العين:218.

[4] هكذا ورد اسمه في هذه الزيارة.

[5] البحار:45:70.